الحلقة الـ 34 من كتاب « كيف نعلم أبناءنا تحمل المسؤولية » للكاتبة الكبيرة : « سلوى المؤيد » تحت عنوان : النتائج المنطقية ومتى يتم استخدامها لتحسين سلوك الأبناء .
......................................
بماذا تختلف النتائج المنطقية عن النتائج الطبيعية عندما يستخدمها الآباء لردع التصرفات الخاطئة لإبنائهم من أجل تطوير شخصياتهم .
عادة ما تستخدم النتائج الطبيعية إذاما أخطأ الأبناء بشكل تلقائي لا قاصدين التحدى لآبائهم كما وضحت من قبل .
النتائج المنطقية يستخدمها الآباء عندما يقصد الأبناء التمادي في تصرفاتهم السلبية هنا يطبق هؤلاء الآباء العقاب من خلال النتائج المنطقية لسوء سلوك أبنائهم
ولنضرب مثال على ذلك لندرك كيفية استخدام الآباء لهذه الطريقة التربوية الناجحة .
علي طفل في العاشرة من عمره ..ماهر في ألعاب الفيديو..لكنه لا يحسن القدرة على أن يشارك أصدقائه في هذه اللعبة عندما يقومون بزيارته .
في البداية لم يتدخل الأب الذي لاحظ سلوك إبنه السلبي ليحسن تعامله مع أصدقائه ..وتركهم ليحلوا مشاكلهم وحدهم ..لكنه اضطر إلى التدخل بعد يومين من توالي الشجار بينه وبين أصدقائه من أولاد الجيران .
دخل الأب مساءً ورأى علي مع أصدقائه يلعبون في غرفة المعيشة ألعاب الفيديو وسمع صديق إبنه يقول له
" لقد أنهيت دورك من دقائق ..لقد حان دوري الآن "
وسمع إبنه يرد عليه قائلاً
"لا ..لم ألعب مثلما تدعي ..وثم هذا بيتي .أنا أقرر من يكون له الدور في كل مرة "
تدخل والده مطبقاً (الإختيارات المحدودة لتطبيق النتائج المنطقية )
" علي ..إما أن يكون دورك مثل أصدقائك أو سأأخذ اللعبة لإعطيك إياها غداً ..أي الخيارين تفضل ؟"
رد علي
"الإختيار الأول ..سأفعل ما تريد "
قال والده " اختيار طيب ..وسأرى إذا كنت تطبقه "
لكن بعد أقل من خمسة عشر دقيقة ..شب الشجار بينه وبين أصدقائه ..لإن علي إستولى على المحرك وقرر أن يكون لعبه أطول لإن نقاطه التي سجلها أكثر .
علق الأب بهدوء وحزم " يبدو إنني مضطر أن أأخذ اللعبة لكي لا تلعب بها مع أصدقائك .. وسأعطيك إياها غداً "
والد علي طبق هنا النتائج المنطقية لعدم التزامه بالإختيار الذي اختاره ..وهذا الأسلوب التربوي يعد من أفضل الوسائل للوصول إلى تحمل الأبناء مسؤلية تصرفاتهم الخاطئة وتطوير سلوكهم منذ أن قام الخبير التربوي (رودولف دريكورس) بتبسيطه وجعل من السهل على الناس أن يطبقوه في مختلف المجالات ومنهم الآباء .
إذن ..الواضح أمامنا اختلاف استخدام النتائج المنطقية عن النتائج الطبيعية لإن الأولى يخطط لها الآباء
وهي متعلقة منطقياً بموقف أو سوء سلوك صدر عن الطفل حيث حرم الأب إبنه علي .. من اللعب بلعبته لإنه أختار أن لا يلتزم باختياره وهو أن يحسن مشاركة أصدقائه في اللعب بإلعاب الفيديو .. أي أنه تجاوز الحدود الذي وضعها له والده ليتمكن من اللعب باللعبة ..والنتيجة المنطقية لذلك أنه خسر قوته وسيطرته على اللعبة ..لكنه لم يخسر مسؤليته عن قراره .
النتائج المنطقية ترسل أفعال واضحة من الآباء يفهمها الأبناء ..وهي تحد من التصرفات الخاطئة ..تعلم أبنائنا حدودنا ..وتجيب على الأسئلة التي لم نجب عليها بإقوالنا ..أي عندما يجرب اولادنا النتائج المنطقية فإنهم يدركون أين يقفون وماذا نتوقع منهم ..لكن علينا كآباء لكي نحصل على أفضل النتائج منهم أن نقوم بتطبيقها فوراً بعد أي سلوك خاطىء منهم وباستمرار وعلى الآباء أن يسلطوا انتقادهم على تصرفات أبنائهم الخاطئة لا شخصياتهم ..وعندما يقوم الآباء بتطبيقها فإن عليهم استخدام نبراتهم العادية الحازمة .. لإن نبرات أصواتهم إذا حملت مشاعر الغضب والتسلط والعاطفة..فإنهم بذلك يكونون قد تدخلوا كثيراً في أمور أبنائهم وكأنهم يأخذون المسؤلية عن أكتافهم ..وعندما يحدث ذلك فإن موضوع تعليم الأبناء تحمل المسؤلية سوف يفشل وسيتحول إلى صراع كلامي سلبي بينهم وبين أبائهم . . ولنتذكر كآباء أن النتائج المنطقية الهدف منها هو وقف تصرفات الأبناء السلبية لا دفعهم إلى الإحساس باليأس والإحباط وعدم احترام أنفسهم .